أبنائي وبناتي طلاب كلية الحقوق الأعزاء، أتوجه إليكم بخالص الترحيب، سواء كنتم من الملتحقين الجدد الذين يبدأون رحلتهم الأكاديمية معنا، أو من زملائنا القدامى الذين يواصلون مسيرتهم نحو التميز. إن دراسة القانون في رحاب جامعة الزقازيق وكلية الحقوق ليست مجرد تحصيل لشهادة، بل هي مهمة نبيلة وشريفة تهدف إلى غرس أسس العدالة وصون الحقوق وحماية الدولة ومؤسساتها بالقانون. فأنتم اليوم تحملون أمانة المستقبل، وستكونون غداً حماة للدستور والقوانين، ومدافعين عن الحقيقة. إن التميز في دراسة القانون يتطلب منكم التزاماً وجهداً متواصلاً. أدعوكم أولاً إلى أهمية حضور المحاضرات بانتظام وتفاعل، فهي اللبنة الأولى لفهم المبادئ القانونية المعقدة والاستفادة المباشرة من خبرة السادة أعضاء هيئة التدريس. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يجب عليكم إيلاء أهمية قصوى للقراءة القانونية المتعمقة والمستمرة، سواء في الكتب والمراجع الأساسية أو في أحدث الأبحاث والدراسات والمستجدات التشريعية. القانون علم حي ومتطور، ولن تتمكنوا من مواكبة تغيراته إلا بالقراءة الواسعة. كما أنني أحثكم على الولوج لمكتبات الكلية، ففيها كنز المعرفة القانونية الذي سيعزز فهمكم ويوسع آفاقكم. لا يكتمل تكوين حامل لواء القانون دون التدريب العملي والتطبيقي. لذا، ندعوكم يا حاملي لواء القانون للمشاركة الفعالة في الأنشطة التي تهدف إلى صقل مهاراتكم العملية، وعلى رأسها أهمية التدريب في مركز الدراسات الدولية القانونية والاقتصادية التابع للكلية، والذي يقدم لكم فرصاً قيمة لربط النظرية بالتطبيق. كذلك، إن المشاركة في أنشطة المحكمة الصورية تمنحكم الفرصة لتجسيد أدوار المحامين والقضاة، وتدربكم على فنون المرافعات وصياغة الدفوع القانونية. ولا تقل أهمية المشاركة في أنشطة وفعاليات العيادة القانونية، والتي تقدم لكم منصة لخدمة المجتمع وتقديم المشورة القانونية، مما يرسخ فيكم مبدأ المسؤولية المجتمعية. تعد المشاركة في الأنشطة الطلابية المختلفة جزءاً لا يتجزأ من تكوين شخصيتكم القانونية والاجتماعية، فهي تنمي مهارات القيادة والعمل الجماعي والنقاش القانوني البناء. كما أنني أدعوكم إلى المشاركة الفعالة على منصة الكلية الإلكترونية؛ فهي تمثل جسراً للتواصل المعرفي وتلقي التحديثات والتعلم عن بعد، وهي أداة أساسية في عصر التحول الرقمي. يا حماة العدل القادمين، أنتم اليوم تضعون أقدامكم على أول الطريق لمسيرة حافلة بالعطاء والتأثير. أذكركم دائماً بضرورة أن تكونوا طلاباً للعلم أولاً، وللعدل ثانياً. حافظوا على شرف المهنة، وتمسكوا بالمبادئ والأخلاق، واعملوا بجد وإخلاص أثناء دراستكم، وفي حياتكم المهنية بعد التخرج، وأثناء مراحل الدراسات العليا من دبلومات وماجستير ودكتوراه. كونوا العون والسند لوطنكم، واجعلوا من القانون درعاً لحمايته وسياجاً للعدالة. تمنياتي القلبية لكم جميعاً بالتوفيق والنجاح. أ.د/ شيماء عبد الغني محمد عطا الله أستاذ القانون الجنائي والقائم بأعمال عميد كلية الحقوق جامعة الزقازيق.